الصرخة القاتلة لا توقظ الموتى

يا صرخةً مائلة لا تخدشي الصمتا... فالصيحة القاتلة لا توقظ الموتى
ها هي أناملي تخط بخجلٍ كلماتي لتعبّر ولا بالشيء القليل عما يعتمل بداخلي من قهرٍ وألم حيال الحال المزرية لأمةٍ ترى غزة تذُبح..
لأمةٍ تتمترس خاف الأعذار القبيحة
فبدم أبنائك طهرينا يا غزة
نتجرد من عُريّنا لنكتسي بعهرنا،ونبحر في متاهات الحُجج والأعذار..
نتنكر بالزيف والأقنعة وقد برئتي من وجوهنا المستعارة يا غزة
وما زلنا نتوزع عبارات مراثي في القصائد، وكلمات في كتبٍ لا تُقرأ.
نحن الموتى.. إنعينا يا غزة.. في صحفنا الصفراء البالية وفي إذاعاتنا الصماء
فنحن لسنا كما تظنين،فصوتنا إن سمعته كان مبحوحاً متقطعاً ..
وصورتنا مهترئة،وأعذارنا أقبح من ذنوبنا.
نتوكأ على عذر حدودٍ مغلقة وقلة الحيلة..
ولا نجد في الوقت متسعاً لنجئر ونتضرع الى الله لللطفِ بحالك ياغزة
لم نصم يوماً فنحن لا نحتمل جوع نهار، وأطفالك صائمون ليلاً ونهار،نحن لسنا كما عشمك فينا،
فلا تعذرينا يا غزة
نحن إن غضبنا ضربنا كفاً بكف..
وإن ثورنا فزوبعة في فنجان.
يرهبنا منظر الدم فلا نريد إخافة أطفالنا بالصور المفزعة.
لا نحتمل صور أشلاء أبنائك ،فذي المشاهد تؤلمنا.. ويؤلمنا الألم.
ولا نحتمل النظر الى بيوتك المهدمة،فنحن لن نزيح الركام،لأننا ركامُ على ركام.
نتعربش على خيوط أحلامنا ونغرق بها ونغفو على وسادة النسيان.
لا تنتظرينا فلن نجيء،ولا تستنجدي بنا فقد خذلنا جنين حينما ذبحوها ولم تمت.
لا تستصرخي العرب الذين انسلخوا من الشرف والكرامة حينما باعوا فلسطين.
لا تستصرخيهم فهم صم عميُ لا يفقهون
لا تستصرخيهم فهم على أنات جراحك يرقصون!
ولا تسألي عن الرجال،فكل بني العرب ذكور.
فقط من جرحك الواسع من تحت الردم يخرج الرجال
من ثراك المخضب بالدما ينبت الرجال ويشمخون ويُستشهدون دونك يا وطن الكرامة والإباء
غزة يا قلعة الصمود.. ليس لك الا ابنائك ،فنحن أموات بذلنا وأنت ترشين على جرحك ملح وتحيين
فبدم أبنائك
بدم شهدائك
طهرينا يا غزة