يجب عليك يا سيدي
أن تدرك الفارق في المعنى
بين المنتظر واللامنتظر
فنحن نتكلم عن امرأة
تجيد الاقدام على الشهادة من أجل القضية
وتجيد الحديث ببساطة ويسر
وبمنتهى الصلابة عن القدر
امرأة تعد افطار الحياة كل يوم لعائلتها
بابتسامة بهية
وقلبها على وليدها الشهيد في صمت ينفطر
امرأة تستطيع أن تحدق في المدججين بالسلاح
عند كل نقاط التفتيش
دون أن يبدو عليها أن اليمامة الرقيقة بداخلها
يمكن للحظة أن تنفضح خوفا او تنكسر
عندما تقع يا سيدي في براثن العشق الفلسطينية
لا بد وأن تدرك أنها ستستقبلك بحنان زاخر
وتسكنك جناتها الفواحة
في لحظات الصفا
وتعلمك رائحة النسيم ولون الغد الحميم
وقيمة الوفا
ولكن لو حاولت أن تجتاح حدود كبريائها في صلف
أو تقتحم زيتونتها وتستوطن أرضها بلا حذر
فانها ستعلمك بمنتهى الهدوء
كيف يمكن أن تتم عملية دفنك بسلاسة تحت الحجر
بمعنى اخر...
لا بد ان تدرك انك امام شلال هادر
وبحيرة ناعمة هادئة
وبركان غاضب بالنار يستعر
فاذا ما تختطفك يا سيدي الدروب
وابتلعتك شعاب الزمان
ورأيت في عينيها ابتسامة الوطن
وأردت ان تعرض عليها أغنيات الهوى والسكن
يجب عليك أولا ان تتحرى مصداقيتك وقدرتك
في الدفاع عن قضيتها
ببساطة شديدة..
عندما تفكر في أن تحب فلسطينية يا سيدي
فأعلم أنك اخترت عامود الخيمة الأقوى
أوتاده ضاربه في جذور الزمن ... وزمانها ليست كالأزمان
شموخها أعلى من شموخ الشمس في الأعلى
بارق عيناها يَذبح الدنيا ولا يُذبح
عطائها يعطي ولا يمنع
عندما تفكر في أن تحب فلسطينية يا سيدي فتأكد:
أن المجد خلخال في أطراف جدائلها
وأن العز مفخرة لمن يحوي مقاصدها
وأن حنينها وحنائنها أرق من أوراق النعناع الأولى
انها الفلسطينية تَذبح الدنيا ولا تُذبح... تربك الجحافل ولا تجفل